لماذا يتوجه الإسرائيليون إلى عمود الصواري في الإسكندرية؟
وتوضح وفقًا لما قاله مصدر أمني مصري أن هناك مجموعة سياحية كانت تقوم بزيارة المنطقة، عندما تعرضوا لإطلاق النار من قبل الشرطي، مما أدى إلى وفاة السياح الإسرائيليين والمرشد السياحي المصري الذي كان يرافقهم.
لكن لماذا يأتي السياح الإسرائيليون والسياح من جنسيات مختلفة إلى تلك المنطقة في مدينة الإسكندرية؟
“من أشهر معالم الإسكندرية”
يقول الدكتور إسلام عاصم، الذي يعمل كأستاذ في الإرشاد السياحي في المعهد العالي للسياحة وكان نقيب المرشدين السياحيين الأسبق في الإسكندرية، إن عمود الصواري أو ما يسمى بالسواري هو واحد من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية، وهو يعتبر البقعة الأم التي تمت عليها تأسيس الإسكندرية، العاصمة القديمة لمصر. وكان المبنى الرئيسي والمعبد لمعبود يدعى سرابيس يقع في هذه المنطقة وكان موجودا في العصور اليونانية والرومانية.
وقد أضاف أن المعبد قد شيد على الطراز اليوناني وتم بناؤه فوق تل باب سدرة، الموجود بين منطقة المدافن الحالية للمسلمين والتي تعرف بمدافن العمود، وهضبة كوم الشقافة الأثرية. وأوضح أن تسمية المعبد بهذا الاسم، وهو عمود السواري، يعود إلى عصور الإسلام، حيث اعتقد العرب أن هذا العمود الشاهق، جنباً إلى جنب مع 400 عمود آخر يشبهون صواري السفن. ولهذا السبب أطلقوا عليه اسم عمود الصواري، وتحرفت الكلمة فيما بعد لتصبح السواري.
الإمبراطور دقلديانوس
وفقًا لما تم ذكره، يعتبر العمود أعلى نصب تذكاري في العالم، ويُرجَّح أن المواطنين في الإسكندرية قاموا بإقامته للإمبراطور الروماني “دقلديانوس” كتعبير عن شكرهم له عقب وصوله إلى مصر في النصف الثاني من القرن الثالث للميلاد، والذي أنهى ثورة القائد الروماني دوميتيانوس الملقب بأخيل، وعاد بعدها الهدوء والاستقرار إلى المدينة.
لم يتبق إلا عمود واحد
صرح نقيب المرشدين السياحيين السابق بأن المنطقة تعرضت لزلازل متعددة أدت إلى تدمير العديد من الأعمدة، وأن العامود الوحيد الذي تبقى منها هو العمود الواحد المتواجد حاليًا.
وأكد أن جسم العمود مكون من جزء واحد بقطر 2.70 متر عند القاعدة و2.30 متر عند التاج، ويبلغ ارتفاعه الكلي حوالي 26.85 متر. وأشار إلى أن عمود الصواري ومنطقة كوم الشقافة تعدان ذات أهمية خاصة للزائرين والسياح الذين يزورون المدينة ويقومون بتضمينها في جدول زياراتهم.