بكاء صاحب التوكتوك في اسوان، كلمات تزايد البحث عليها خلال الساعات الماضية من قبل المواطنين عبر محركات البحث، إذ خارت قوى «محمد. ت، 38 عاماً» سائق توك توك بقرية العطوان التابعة لمركز إدفو بأسوان، ولم تقوى قدماه على حمله وهو يرى مصدر دخل أسرته الوحيد -مركبة توك توك- تلتهمها النيران أمامه، فجلس على الأرض يبكي، بينما تكفل المارة بإطفاء النيران التي أتت على الجزء الخلفي فأحرفته بالكامل، ويستعرض لكم موقع الساعة برس كافة التفاصيل.
بكاء صاحب التوكتوك في اسوان
التفاصيل الكاملة لحادث حريق التوك توك، الذي غزت صوره مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً وحظي سائقه بتعاطف كبير من روادها، يرويها في تصريحات صحفية منصور أبو حازم، أحد أهالي قرية الريديسية الذي شاركوا في إطفاء النيران التي نشبت بالتوك توك.

يقول منصور، إن «محمد» سائق التوك توك يقطن بقرية العطوان القريبة من قريتهم، ويعيش في منزل صغير مع والدته وزوجته وأبنائه، لافتاً إلى أن يوم الحادث قصده أحد أبناء قرية الرديسية لتوصيله إلى منزله بالقرية، غير أنه فوجئ وهو في طريق عودته بألسنة لهب تتصاعد من الجزء الخلفي للتوك توك، ذلك الجزء الذي يحوى الماكينة وتانك البنزين، مؤكداً أن النيران ظلت تتصاعد حتى طالت المقعد الخلفي والمنطقة العلوية من التوك توك المصنوعة من الجلد.
ويضيف منصور بنبرة متأثرة، أن المشهد كان بالغ الصعوبة، فبينما انشغل المارة بمحاولة إطفاء النيران وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التوك توك، جلس «محمد» على الرصيف يبكي مصير مصدر دخله الوحيد ولا يردد سوى 3 كلمات « التو توك .. بيتي وعيالي..هأكلهم إيه»، مؤكداً أنه كلما طالبه الناس بالصبر والاحتساب على بلائه، وحمد الله على خروجه سليماً من الحادث، لا يردد سوى تلك الكلمات، بحسب موقع الساعة برس.
حريق توكتوك أسوان
شاهد عيان الحادث «منصور» أكد أنهم حينما حاولوا. التعرف على السبب الذي أدى إلى اشتعال النيران في التوك توك على هذا النحو، أبلغهم السائق. المكلوم «محمد» أنه أجرى عمرة ميكانيكية لماكينة التوك توك قبل أربعة أيام، وتبين أن النيران. نشبت جراء ماس كهربائي في منطقة قريبة من آلة «الكربراتير» أحد أجزاء منظومة إمداد الماكينة بوقود البنزين.
وأكد منصور أن النيران بدأت من تلك المنطقة وامتدت. لكامل المقعد الخلفي من التوك توك وسقفه، قائلاً «نحمد الله أن محمد لم يكن معه. ركاب في طريق عودته من القرية وإلا كنا رأينا بالتأكيد مصابين في الحادث».

كما يؤكد «منصور» أن محمد سائق التوك توك يتسم. بقدر كبير من الكرامة عزة النفس، مؤكداً أن تعاطف عدد من المارة مع مشهد بكائه دفعهم لإخراج. مساعدات من أموالهم ومنحها إياه، فزاده ذلك الأمر حزناً على حاله ووضع يديه على رأسه مستغرقاً في البكاء.
وأشار إلى أن عدد من أهالي قرية الرديسية تولوا مهمة. جمع تبرعات له من تجار المصوغات الذهبية، مؤكداً أنهم أبدوا تعاطف كبير مع حالته وقدم. أغلبهم مبالغ مالية ستساهم في صيانة التوك توك، بحسب موقع الساعة برس.
وتابع منصور أن شهامة أبناء القرية لم تقف عند. هذا الحد فحسب، بل تكفّل أحد الميكانيكية بالقرية بتولي أعمال صيانة التوك توك كاملة دون. تقاضي جنيه واحد، مستطرداً «إلا أننا نحاول حتى الآن تجميع المبلغ الخاص بشراء قطع الغيار. ونطالب أياً من رجال الأعمال أو الجمعيات الخيرية بتبني حالة محمد وإصلاح التوك توك الذي. يمثل مصدر دخل أسرته الوحيد هو وزوجته وأبنائه ووالدته التي تعيش معه بذات المنزل».